تصور استراتيجي لتفعيل دور البحث العلمي بمصر

يؤدى البحث العلمى دورًا بارزًا فى رفعة المجتمعات وتقدمها ، ولا يمکن لأمة أن تنهض بمنأى عن البحث العلمى ؛ فهو الرأس المفکر لأية أمة ، وهو المحرک الأساسى لنهضة الشعوب ، والارتقاء بها ، ولذلک فقد أضحى العلماء من أغلى ثروات الأمم . ولقد أصبحت هناک ضرورة ملحة للاهتمام بالبحث العلمى الذى تواجهه العديد من التحديات التى تعوقه عن أداء دوره الأساسى فى النهوض بالشعوب . وتعانى مصر من ضعف فى هذا المجال يرجع للکثير من الأسباب الجديرة بالدراسة ، وکذلک العالم العربى من أکثر المجتمعات التى تحتاج لمثل هذه الدراسات ، وبناءً على ذلک هدفت الدراسة الحالية إلى وضع تصور استراتيجى لتفعيل دور البحث العلمى بمصر ، وذلک من خلال ما يلى :
-              الوقوف على مفهوم البحث العلمى ، ونشأته وأهميته ، وأهم عناصره .
-              تعرف التوجهات العالمية فى مجال تطوير البحث العلمى .
-              دراسة واقع البحث العلمى فى مصر من خلال المؤشرات المعلوماتية والدراسة الميدانية .
-              رسم ملامح التصور الاستراتيجى المقترح لتفعيل دور البحث العلمى بمصر .          
واعتمدت الدراسة الحالية على استبانة موجهة إلى نخبة من الخبراء المعنيين بالبحث العلمى فى مصر سواء من الجامعات والمراکز البحثية والخبراء والمفکرين ، وذلک لتعرف واقع المؤسسات البحثية ، ورصد أهم عناصر القوة والضعف داخلها .
وبلغت عينة الدراسة (108) مستجيب من التخصصات العلمية والأدبية . أما عن منهجية الدراسة ، فقد استخدمت المنهج الوصفى لرصد واقع البحث العلمى بمصر ، کما استخدمت الدراسة أسلوب التخطيط الاستراتيجى وتحليل النظم لعمل التحليل الحرج للمنظومة ، والوقوف على أهم نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر ، وکذلک رصد لأهم الخبرات العالمية فى هذا المجال ، وصياغة التصور المقترح ، هذا بالإضافة إلى استخدام برنامج ( SPSS ) الإصدار السادس عشر فى عمل التحليلات الإحصائية الخاصة بأدوات الدراسة الميدانية .
وقد توصلت نتائج الدراسة الميدانية إلى ما يلى :
-              وجود إجماع بنسبة (100%) لدى جميع أفراد العينة على عدم الرضا عن مستوى البحث العلمى فى مصر ؛ الأمر الذى يشير إلى وجود خلل حقيقى داخل منظومة البحث العلمى بمصر يستحق الدراسة والتحليل .
-              وجود معوقات کثيرة تواجه البحث العلمى من وجهة نظر الباحثين ، منها : فلة الأجهزة وکثرة الروتين وضعف التمويل ، وعدم تفعيل الأبحاث واستخدامها فى أرض الواقع .
-              تباين الآراء حول مستقبل البحث العلمى بعد ثورة يناير ؛ الأمر الذى يدل على ضعف التفاؤل بتغيير منظومة البحث العلمى .