دور كلية التربية جامعة الإسكندرية في تنمية مهارات التفكير الناقد لدي طلابها: دراسة ميدانية

فرض ما يشهده العصر الحالي من تقدم هائل وتحول رقمي في جميع مجالات الحياة على أفراد المجتمع ضرورة التفكير في صدق وفعالية ما ينشر من معلومات حولهم بأسلوب ناقد، الأمر الذي يشير إلى أن تنمية مهارات التفكير الناقد أصبحت أحد الاحتياجات الأساسية التي ينبغي على كل فرد تلبيتها والتدرب عليها؛ ونتيجة لهذا يتطلب التعليم بالقرن الحادي والعشرين تدريب الطلاب على المهارات التي تمكنهم من التفاعل بشكل أفضل بالمستقبل، والتي من بينها مهارات التفكير الناقد: كالتفسير، والتحليل، والتقييم، والشرح، والنقد، والتنظيم الذاتي.
ويقع على كليات التربية مسؤولية تدريب الطلاب على مهارات التفكير الناقد فهي المنوط بها إعداد المعلمين القادرين على التأثير على الأجيال القادمة وإعدادهم بما يتوافق مع متطلبات العصر الرقمي، ومن ثم هدفت الدراسة إلى بيان طبيعة التفكير الناقد ومهاراته، والتعرف على واقع تنميتها لدى طلاب كلية التربية، جامعة الإسكندرية، والصعوبات والمشكلات التي تحول دون تحقيق هذا، والعوامل الكامنة ورائها؛ وذلك بإجراء مقابلات شبه مقننة مع الطلاب كأداة لجمع البيانات، وأشارت نتائج الدراسة الميدانية إلى انتشار المفاهيم الخاطئة والمنقوصة لدى الطلاب حول ماهية التفكير الناقد، إلى جانب الضعف الشديد في معرفة الطلاب بمهاراته، والاعتماد على أساليب تدريسية غير فعالة، وقلة استخدام استراتيجيات التعلم النشط التي تمكن الطلاب من التفكير بشكل تحليلي وناقد، وخلصت الدراسة إلى تقديم مجموعة من المقترحات التي من شأنها تحسين الممارسات التربوية لتنمية مهارات التفكير الناقد لدي الطلاب.